http://wanasonline.blogspot.com/2014/11/blog-post.html
وكانت اولي انطلاقاته الفنية في الدراما في مسلسل "سنبل بعد المليون" عام 1989مع القدير محمد صبحي والذي قدم فيه شخصية الرجل الصعيدي خفيف الدم ولا ينسي المشاهد طلة هذا الوجه "دقمة" في مشهده الرائع والذي كان من تأليفه " ياحبة عيني وحشتيني والله وحشتيني...مشتاق أكل وياكي لقمة وأحكي معاكي يا عيون دقمة".
لكوميديان "النجم الإستثنائي "
المبدع "ساحر الأداء "
أبو البنات " عاشق الدراما "
شاعر تخاريف العامية المعمية
حين تقرر ان تكتب عن فنان بقدر الفنان الكبير صلاح عبدالله فانك يجب أن تستدعي من ذاكرة اللغات والمعاني ما يكفي للتعبير عن عبقرية وإبداع هذا الفنان "ساحر الأداء " الذي كلما تقدم به العمر إزداد تألقا وابداعا وانطلاقا في دراما المحترفين.
صلاح عبدالله الفنان الذي استطاع أن يصل لقلب وعقل المشاهد بشخصيته المنفردة وخفة ظله ووجهه الطيب وقدراته الفائقه على التنوع في أداء الأدوار. فقد صنع لنفسه شخصية متميزة ذات مدرسة فنية في الإبداع والقدرة على الإتقان والإندماج في الشخصية لدرجه الذوبان فيها بتلقائية طبيعية ’ فهو لا يتصنع بل يلبس رداء الشخصية بكل جدارة وبساطة وإبداع.
إنه أستاذ فن التشخيص وعبقرية الأداء والذي يفاجئنا كل عام بجديد في قدراته الفنية كفنان وشاعر بالعامية المعمية فتقف حائرا للوصف والتشبيه تاره بين العبقري الفنان نجيب الريحاني وتارة بين الشاعر العبقري صلاح جاهين. فتراه مزيجا وخليطا منهما ولكن ذو شخصية منفردة وحالة فنية لا تكرر تلك التي تجمع بين الكوميديا والتراجيديا والشروالشعر في خليط ممزوج بالإبداع.
لقد استطاع صلاح عبدالله أن يضع نفسه في مصاف كبارالنجوم والمبدعين وأستحق أن يقال عنه
" كلمة السر في دراما المحترفين"
ولد الفنان صلاح عبدالله بالقاهرة عام 1955 وكان يميل للفنون بشكل عام واشتهر بكتابه الشعر السياسي بين اصدقاءه. وخلال مرحلة الدراسة الجامعية ألتحق بالفرقة المسرحية .ثم أنشئ فرقة خاصة أسماها
" فرقة تحالف قوي الشعب العاملة" ونجحت في لفت الأنظار إليها بعد تقديم العديد من المسرحيات لكبار الكتاب مثل "آه يابلد " للكاتب الكبير سعد الدين وهبه. و"عسكر وحرامية" للكاتب الكبيرألفريد فرج. وكتب العديد من أشعار المسرحيات في نفس الفترة ومنها على سبيل المثال اشعار" مسرحية العسكري الأخضر" للفنان الكبير سيد زيان 1979. وانضم لفرقة "ستوديو 80" بترشيح من المخرج الكبير شاكر عبداللطيف بعد ان أكتشف قدراته التمثيلية وقدمه في مسرحية رابعة العدوية.وشارك النجم محمد صبحي في العديد من المسرحيات مثل " إنت حر" و إنهم يقتلون الحمير" و " الهمجي" و" المهزوز" . وبدءت انطلاقته الفنية من خلال اصعب ابواب الفن وهو المسرح ليثبت هذا الفنان الكبير وعن جدارة امكانياته ككوميديان خفيف الظل ذو شخصية منفردة أن يلحق بمصاف النجوم في مصر.
وكانت اولي انطلاقاته الفنية في الدراما في مسلسل "سنبل بعد المليون" عام 1989مع القدير محمد صبحي والذي قدم فيه شخصية الرجل الصعيدي خفيف الدم ولا ينسي المشاهد طلة هذا الوجه "دقمة" في مشهده الرائع والذي كان من تأليفه " ياحبة عيني وحشتيني والله وحشتيني...مشتاق أكل وياكي لقمة وأحكي معاكي يا عيون دقمة".
كما شارك في العديد من الأفلام السينمائية وكان أول عمل له بالسينما فيلم " الرجل الذي عطس" مع الفنان سمير غانم وشخصية " زين العابدين" وفيلم " على بابا والاربعين حرامي" مع النجم محمد صبحي .وشارك بالعديد من الافلام وعلى سبيل المثال لا الحصر: "قلب الليل " و"كتيبة الإعدام" "الرغبة". وكلها ادوار صعبة لك يكن في مقدور احدا ان يقدمها مثل هذا الفنان الإستثنائي.
وهكذا ثبت صلاح عبدالله اقدامه في التمثيل وتنوع مابين الكوميديا والتراجيديا بمشاركته المتميزة التى جعلت اسمه يتردد بين صناعي الدراما ووضعته في مصاف كبارالمبدعين.
ويفاجئ صلاح عبدالله جمهوره بتقديم شخصية " أبو دبيكي" الرجل الصعيدي في مسلسل ذئاب الجبل والذي قدمها بكل براعة وتلقائية واتقان فظلت في اذهان المشاهد فلم ينسي هذه الشخصية ولا جملته المشهورة " ماتجفلش معايا أومال".
وكأن الجمهور على وعد من المفاجأت التى تتوالي من الفنان المحبوب الكوميديان الرائع صلاح عبدالله حين جسد شخصية " صول فتحي" في فيلم مواطن ومخبر وحرامي" عام 2001 .هذاا الدور الذي حصل فيه على جائزة الدولة التقديرية كأحسن ممثل "دور أول" . وأداه بتلقائية وابداع متميز.وتتوالي اعماله الفنية الناحجة الي يقدمها في المسرح والتليفزيون والسينما وفي ذروة تألقه يثبت إنه فنان إستثنائي فيقدم على مشاركة العديد من تلاميذه الشباب افلامهم ويفرح لنجاحهم فكان بالنسبة إاليهم الأب والأخ والأستاذ القريب منهم " عم صلاح".
ويستمر القدير صلاح عبدالله في مساره الفني وتألقه وعلى الرغم من كونه لم يقم ببطولة منفردة إلا إن وجوده في أي عمل كان بمثابة مؤشر نجاح للعمل وإثراء له .ويقدم العديد من المسرحيات التى تثبت إنه من اكبر نجوم الكوميديا في مصر.وعلى سبيل المثال " حمري جمري" وفيما يبدو سرقوا عبدو".
و" حوده كرامة" ويقدم من خلالها اروع وأخف الأفيهات التي مازال المشاهد يرددها حتى اليوم.
ولاننسي منها " حزل خير زحييح " وذلك بمشاركة الفنان الجميل وصديق العمر " احمد أدم " ليصنعوا معا ثنائي ناجح وخالد في تاريخ المسرح المصري.
وتنوعت أعماله فقدم العديد من المسلسلات الأذاعية ومنها "قلقاسة في وكالة ناسا" و" فراولة " .
"عيد في ريال مدريد" .وفي عام 2014 شارك الفنانة يسرا في " دخان شحاته"
ويستمر في طريق الاحتراف بتقديم العديد من المسلسلات والافلام التى تركت بصمة في تاريخ السينما والدراما في مصر ووصولا ليومنا هذا ما زال هذا الفنان القدير الرائع بدرجة مبدع يقدم مزيد من الأعمال التى تجعل المشاهد في حالة من الإستمتاع بمجرد ظهوره على الشاشة. فقد نجح صلاح عبدالله في ان يصبح نجماً لامعاً محبوبا في كل مايقدمه فتراه في دور الصعيدي والفلاح وابن الحارة والأب ورجل الأعمال والشرير والطيب . وبكل عمل تراه فناناً مختلفا لا زال يملك المزيد والأسرار في كيفيه التعايش والتقمص لدرجة تجعلك تستمتع وتتعجب وتعجب به.
وها هو يقدم لنا أدوارا سجلت موقعا لا ينسي من ذاكرة المشاهد فأبدع في دور " عبد الستار" في فيلم دم الغزال ووصل إلي قلب المشاهد في مشهده أمام الفنانة يسرا بصدقه وعفويته . وها هو يقدم دورا من أجمل أدواره الدكتور مكرم سحاب في فيلم " الرهينة" ليضع نفسة على طريق النجومية المتجددة التى تكاد تخلق منه فنانا مختلفا في كل دور يقدمه وبابداع وتلقائية في الأداء.ومرة اخري يفاجئنا الفنان القدير ويظهر بوجه أخر لم تعرفه عنه من قبل وهو دور الشرير "عبد الصمد" والذي قدمه في فيلم "الشبح" والذي أظهر امكانيات فنيه لديه لا حصر له وسجل بإسمه نموذج فني جديد لأدوار الشر بصناعة وإبداع هذا االوجه وقدرته على التعبير والانفعال بكل هدوء وبهذه النبرة الهادئة فكأنك تسترجع زمن العملاق زكي رستم. ولا ننسي ايضاً دوره في فيلم كلاشينكوف " طه ابو دقة ". وكذلك " صلاح وردة "في فيلم الفرح واغنيته الشهيرة "ياما نفسي البس مريلة وافوت ايام البهدلة"
والعديد من الاعمال التي لا مجال لحصرها ليس من باب الكم والتنوع فقط ولكن من باب الابداع والتفاني في العمل. وكثيرا ما تتوقف أمام كل عمل يقدمه هذا الفنان فتكتشف إنك أمام شخصية متمكنة ثابتة ذكية يدرك مفتاح شخصيته جيدا ولكنه يحتاج مزيدا من إطلاق العنان لجزء دفين ممتلئ بالمواهب والإمكانيات لم يستطع أن يصل إليها كبار المنتجين والمخرجين.
ولمرات عديدة يبرع في أدواره التليفزيونية الكوميدية والتراجيدية الدرامية والتى تؤجج فنه اشتعالا وتبرز طاقاته التى لا حصر لها وعام 2007 الذي يعتبره العام الذهبي له يحصد الفنان القدير العديد من الجوائز لأكثر من عمل بنفس الوقت.فقد حصل هذا العام على اكثر من جائزة عن دوره "النحاس باشا" في مسلسل الملك فاروق. وحصد اكثر من جائزه عن دوره " فوزي الدالي" في مسلسل الدالي . ولاننسي " عبده جزرة" في سوق الخضار.وكذلك دوره الكوميدي الرائع " صريح الفيل ".
ويقدم لنا في مسلسل الوالده باشا" عم سيد " دورا من أروع الأدوار التي قدمها للتليفزيون والذي شهد على براعة اداءه وتلقائيته وإجادة تقمصه للدور وقدرته على الانتقال بين المشاعر والتعبيرات في نفس المشهد ببساطة واقناع وتجسد هذا في مشهد القتل الذي قدمه مابين االانتقام والندم والدهشة. انه العبقري الفنان صلاح عبدالله.
وتستمر مسيرة نجاحه وكفاحه ويقدم العمل التليفزيوني الكرتوني "بسنت ودياسطي" من خلال 5 اجزاء تم تقديم الجزء الاول والتاني عام 2005 . والاجزاء الاخري عام 2009. ويتم تكريمه عام 2013 من الملتقي العربي للرسوم المتحركة بدار الأوبرا عن هذا الدور ويسلمه درع التكريم وزير الثقافة.
وفي عام 2014 يقدم لنا العديد من الأعمال الدراميه المتنوعه والكرتون حيث شارك في الجزء الأول في مسلسل سرايا عابدين بدور " دكتور بشري" حكيم الخديوي بذلك الوقت .وهوعمل فني ضخم مازال يتم تصوير الجزء الثاني منه.كما قدم مسلسل كوميدي خفيف الظل يعيد بأذهاننا للوراء للفنان الكوميدي من الطراز الاول في " العمليه ميسي" والدور الرائع الذي قدمه في المسلسل التليفزيون الإكسلانس " ماهر دياب "مع احمد عز والذي انتهي بأروع مشهد ماستر سين في ختام الحلقات والذي يستحق ان يدرس في تاريخ الدراما المصرية لأستاذ الدراما والإبداع صلاح عبدالله. كما قدم " المسحراتي" في رمضان وهو مسلسل كرتوني ينشر مبادئ وقيم وأخلاقيات نحتاج ان نبثها جميعا في ارواحنا ولكي تصل لابد ان تصل عن طريق رجل المواقف والتقاليد صلاح عبدالله.
وخلال الفترة الاخيرة يعود الشاعر ليخرج من جديد بعد مرور سنوات طويل فنكتشف جزءا خفيا من هذا الفنان الذي لا حدود لمفاجأته وامكانياته.ويصدر ديوانا شعريا بعنوان" تخاريف بالعامية المعمية" وهو ديوان شعر بالعامية يحتوي العديد من القصائد التي كتبها منذ 40 عاما وحتى الأن.وما هي بتخاريف وانما ديوان شعر بالعامية يصف لنا انسان صادق طيب القلب حساس تلمح الدمعة في عينه رغم الإبتسامة التي لا تفارق وجهه البشوش الراقي.ديوان يجسد ويرصد كثيرا من واقعنا واحلامنا واوهامنا بروح ساخرة مرحة غامضة.وأرفق إسطوانة بها مجموعه قصائد بصوته المعبر فيشدو اشعاره بألحان بساطته التي أحبها فيه جماهيره. ومابين تخاريفه ودموعه ورباعياته يكتب قصيدة بعنوان " تحيا مصر" تكشف لنا وطنية هذا الفنان الذي عشق مصر فنال عشق جماهيرها له.
ولم ينسي الفنان القدير ذو المواهب المتعددة ان يفاجئنا ايضا في عام 2013-20014 بتقديم نفسه لنا من زاوية اخري فيقدم حوالي 30 مقال اسبوعي بجريدة الوطن ومواكبا جريئا للأحداث بمصر منذ 2011.قدمها بنكهة جديدة وإبداع جديد في اسلوب المقالات التي عرفناها فقد مزج ما بين العامية المعمية والشعر ومابين السطور ليصل المعني المراد من بين اعماق سطوره وفكره ولا تكاد تقراه حتى تتعجب من سلاسته وبساطته .وتظهر لك جوانب خفيه من شخصيته فتجد امامك انسانا مثقفا ذكيا ثوريا متابعا دقيقة ومحللا سياسيا بارعا بروح عاشق للوطن." مقالات بنكهة عم صلاح ".
قد تتوقف لحظات لتتساءل ما حدود هذا الفنان الاستثنائي فتجد الإجابة بكل وضوح إنه عملاق الفن والدراما الذي لا حدود لفنه وامكانياته ولم يكتشف بعد ما لديه من قدرات.ويمكن أن تختصر كل الكلمات التي استدعيتها من قاموس اللغات لتصفه بكلمة واحدة " الأستاذ ".
صلاح عبدالله "ابو البنات " هذا اللقب الذي إختاره عندما سأله المحاور الكبير مفيد فوزي لكتاب يكتبه عن حياته وتاريخه الفني. ليعبر بذلك عن مفتاح من شخصيته التي عشقها المصريين فجاز لهم أن يطلقوا عليه ايضا " أبو المصريين".