المقال التاسع " رقم غير معروف "

رقم غير معروف

صلاح عبداللهالخميس 30-01-2014 22:28
رن جرس محمولى ولم يظهر رقم.. قلت لنفسى: «أوف بقى».. فلى بعض الأصدقاء المعدودين يحتفظون بهذه الخاصية البايخة الرزلة اللى عمرى ما حبيتها ودايماً يشتغلونى ويغيروا صوتهم.
أنا: آلوه
هو: مساء الخير يا أستاذ صلاح
أنا: أستاذ؟! هههههههههه.. باقولك إيه.. خلص.. ودنى من نزلة البرد مقفولة وما بتميزش.. يعنى لخص وخليك جدع وقول إنت مين؟!
هو (بدفء ورقّة لم أعهدهما على أحد من أصدقائى): مالك يا أستاذ صلاح؟!
أنا: يا عم ماليش.. بس عيان ومأريف وماعنديش دماغ ولا وقت للهزار.. حتقول إنت مين ولا أقفل السكة؟
هو: أنا عبدالفتاح السيسى..
أنا: ههههههههههههههههههههههههههههههههههههه.. حلوة.. جديدة.
هو: والله العظيم يا أستاذ صلاح.. أنا عبدالفتاح.
أنا: عسل.. والله عسل يا سيسى.. عاجبانى السكة دى قوى.. وإنت بتكلمنى ليه يا عبده؟! عايزنى أعملك دعاية انتخابية؟! هههههههههههههه
هو: واضح إنك لسه مش مصدق يا أستاذ.. طب ممكن تاخد المحمول وتطلع البلكونة حتلاقى ناس من عندى مستنيين حضرتك تحت البيت.
أنا: وبعدين يا عُبَد؟.. باقول لك واخد برد.. (ورحت أغنى له مقلداً المرحوم أمين الهنيدى) واخد برد واخد برد واخد برد..
هو: هههههههههههههههه.. (ثم قال مقلدنى فى حمرى جمرى) دا إنت اللى عسل.. عسل زحيح يعنى.. بس إعمل كدا عشان خاطرى يا شمباشى.
أنا: ماشى يا سيسى ماشى.. أما أشوف آخرتها.. خليك معايا.
(ثم اتجهت فعلاً للبلكونة وفتحتها وكانت المفاجأة.. إيه العربيات الفخمة المصفحة دى.. ومين الناس الأبهة دول؟!) ثم يحدثنى كبيرهم ناظراً لأعلى:
إحنا فى انتظارك يا أستاذ صلاح.
أنا (بصوت مرتعش مبحوح): طب إت إت اتفضلوا يا به به بهوات.. ما ما ما.. ما يصحش يع يع يعنى.. تشر تشر تشرفونى شويه.
هو (فى المحمول الذى التصق بأذنى): معلش يا أستاذ صلاح.. مافيش وقت.. ياريت بسرعة لو سمحت.
أنا: حا حا حا حاضر يافندم.. ثوانى.. حالبس بدلة وكرافتة وأنزل على طول.
هو: مش مهم.. دى مقابلة ودية.. مش رسمية.
أنا: أوك أوك أوكى.
فى لحظة كالفلاش وجدتنى فى سيارة وبجوارى السيسى بذات نفسه جالساً على مقعد القيادة مرتدياً بدلة أنيقة جداً مرحباً بى بشدة قائلاً وهو يقود السيارة إلى حيث لا أدرى.
هو: اتشرفت برؤية حضرتك يا أستاذ صلاح.
أنا: العفو يافندم.. دا أنا اللى حصل لى عظيم الشرف والله.
هو: ياريت تكلمنى بدون تكليف.. زى ما كنت بتكلمنى فى التليفون.
أنا: أقسم بالله العلى العظيم إنى افتكرت سعادتك واحد من أصحابى بيشتغلنى.
هو: ما عاش اللى يشتغلك.. بس بجد بلاش حضرتك وسعادتك.. قولى يا سيسى يا أستاذ صلاح.
أنا: يعنى أقولك يا سيسى وإنت تقولى يا أستاذ؟!؟!؟!؟!؟!
هو: خلاص حقولك يا عم صلاح زى ما أصحابك وحبايبك بيقولولك.. وأنا بجد يا عم صلاح نفسى أسمعك.. قول اللى نفسك تقولهولى من غير تردد..
أنا: نفسى لما تبقى رئيس تتعهد أمام الشعب كله قولا ثم فعلا إنك حتحكم مدة واحدة فقط.. وخلال هذه المدة تهيئ البلد لحكم مدنى ديمقراطى حقيقى عن طريق محو الأمية بكل أشكالها والقضاء على الإرهاب والفساد والفقر والعشوائية والبطالة واحتضان الكوادر الحقيقية وتجهيزها للقيادة فى شتى المجالات.. ونفسى كمان تضع أسس بناء مصر الحديثة فى كل المجالات وتشرع فى التنفيذ بحيث تلزم من يأتى بعدك أمام الشعب باستكمال هذا البناء.. ونفسى كمان تبرمج الأولويات بعد تحديدها ثم تبدأ فى التعامل معها بحيث يكون العمل ملموسا على الأرض.. ونفسى تكون أول اهتماماتك الطفل المصرى.. ونفسى كمان.... ونفسى كمان.... ونفسى ونفسى ونفسى.. ونفسى ونفسى ونفسى.. ونفسى تركز فى الطريق وتهدى السرعة شوية.. ونفسى أنزل بقى.
توقفت السيارة.. وصافحنى السيسى بحرارة.. وأنا نازل جالى الكرامب الفظيع الذى يصيبنى كل ليلة.. نزلت من فوق السرير أخبط الأرض بقدمى عدة مرات حتى يفك الكرامب ويزول الألم الرهيب وأنا أردد «اللهم اجعله خير».. عدت إلى الفراش لأستكمل نومى ولكن لم أستطع.. ذهبت إلى آيبادى وكتبت كل ما سبق وأرسلته فى إيميل للأستاذ مجدى الجلاد وفى نهاية الإيميل سؤال «ينفع الموضوع دا يتنشر زى ما هوه كدا؟!».. وإلى أن نلتقى مرة أخرى.. دا لو كان فيه مرة أخرى.. إليكم أطيب أمانى قلبى ودعواته.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.