لا أعرف لماذا تخيلت مجموعة من شابات مصر، وشبابها، يحملون صورة باسم يوسف ويطوفون بها فى الشوارع والميادين.. يقودهم ذلك الفتى العسل البدين.. يهتفون باسْم باسِم صارخين «لازم باسم.. باسم لازم».. وقد أطلقوا على أنفسهم اسم «باسمون».. هههههههههههههههه.. فاهمينى طبعاً.
وقبل البداية أذكّركم بأن العبد لله يكتب بالعامية المصرية المعروفة.. متعاصة بالفصحى السهلة المألوفة.. وأحياناً العكس.. حسب الظروف.. وحسب الموضوع.. وحسب الموود.. آه وربنا المعبود.. أما بعد.. ترددت كثيراً أن أكتب عن الفنان الكوميديان باسم يوسف لعدة أسباب.. أولها أننا زملاء مهنة واحدة.. ثانيها خوفى أن يُؤخَذ علىّ أننى سرت فى الركب فالكل يكتب عنه هذه الأيام اتفاقاً واعتراضاً.. إعجاباً وامتعاضاً.. وتوقعاً وافتراضاً.. إلى آخر «اضاً اضاً».. واضح إنى بدأت أخرف.. حاحاول ألم نفسى وأكمل.. ثالثها خوفى من باسم نفسه أن يستلمنى فى حلقة من حلقاته بسخريته اللاذعة الموجعة، ورابعها خوفى من نفسى أن أكون باتمحّك فى الباسم بحثاً عن مزيد من الشهرة.. وخامسها اعتراضاً على أولها فالعبد لله مجرد ممثل.. أما باسم فقد أصبح نجماً كبيراً شهيراً حقق شعبية مشهودة فى سنوات معدودة وأصبح حديث الناس فى كل مكان.. والخلاف الذى يدور حوله الآن.. من وجهة نظر العبد لله الغلبان.. أنه كان ينتقد الأقلية الحاكمة فالتفت حوله الأغلبية المحكومة.. أما الآن فأصبح ينتقد الأكثر شعبية فاختلفت حوله الأغلبية.. وبكل الحب والتقدير لموهبتك وقدراتك ولفريق عملك الرائع.. اسمح لى أن أقول لك.. راجع نفسك يا باسم.. راجع راجع.. واحذر أن تكون الرغبة فى المزيد من التقدم هى الطريق إلى المزيد من التراجع.. وهذه مجرد نصيحة أنصحك بعدم التركيز فيها.. فلو كنت أملك ناصية النصح الصح كنت نفعت نفسى.. هههههههههههه.. فاهمنى طبعاً.
■ ■
تخريفة من وحى العنوان
لازم باسم/ لازم حازم/ لازم ناظم/ لازم كاظم/ لازم غانم/ لازم هانم/ لازم لازم/ لازم لازم/ لازم كل الأشكال لازم/ لازم كل الألوان لازم/ لازم لازم/ لازم لازم/ لازم يبقى فيه الكِشَرى علشان يبقى فيه الباسم/ لازم يبقى فيه متردد علشان يبقى فيه الحازم/ لازم يبقى فيه متشتت علشان يبقى فيه الناظم/ لازم يبقى فيه متهور علشان يبقى فيه الكاظم/ لازم يبقى فيه خسران علشان يبقى فيه الغانم/ لازم يبقى فيه غلبانة علشان يبقى فيه الهانم/ لازم يبقى فيه الواطى علشان يبقى فيه العالى/ لازم يبقى فيه الأول علشان يبقى فيه التالى/ لازم يبقى فيه أمثالى علشان يبقى فيه أمثالك/ لازم يبقى فيه أقوالى علشان يبقى فيه أقوالك/ لازم يبقى الرأى وضده/ والرأى اللى يوافقك سانده/ والرأى اللى يعارضك عارضه/ بالكلمة تواجهه وتصده/ مش بالمطواه ومش بالآلى/ مش بالعنف الدموى يا غالى/ لازم مصر الحرة الغالية/ م الإرهاب تفضل خالية/ لازم لازم/ لازم لازم.
■ ■
مشكلة الإضحاك
«نشرتها فى صفحتى ع الفيس تعليقاً على حلقة باسم الأخيرة فى السى بى سى ورداً على تعليقات الفيس بوكيين عليها»:
أيام ما كان فيه مسرح.. كان المسرح الخاص أو ما سماه النقاد والمثقفون بالمسرح التجارى يعتمد بنسبة كبيرة جداً على الإضحاك.. يعنى ببساطة كلما ضحكنا أكتر ننجح أكتر والإقبال يزيد أكتر والمنتج يفرح أكتر لأن الشباك بيشتغل أكتر وهكذا.. فلو حدث أن المسرحية فى ليالى العرض الأولى ماكانش فيها ضحك أو ضحك قليل لسبب أو لآخر ولا مجال لشرح الأسباب الآن.. يبدأ الأبطال فيما يسمى بالخروج على النص والخروج نوعان «خروج حميد» و«خروج غير حميد»، ولا مجال هنا لشرح الخروجين الآن.. المهم أن بعض المضحكاتية كانوا يلجأون للقفشات الخارجة «القبيحة الخادشة للحياء».. فإذا تجاوب معها الجمهور بالضحك الشديد والتصفيق الحار.. تمادى الممثل وطورها لدرجة أن القفشات الناعمة البسيطة كانت تفقد رونقها وتتعرض للحذف.. وهنا يكمن السؤال: «من يُسأل عن هذا.. الممثل المضحكاتى أم الجمهور الذى ضحك وصفق وشجعه..
أم الاثنان معاً؟!».
ملحوظة: «الموضوع دا كبير.. حاولت اختزاله قدر المستطاع رأفةً بكم».
(وهذا مجرد اجتهاد نتيجة خبرة ٣٠ سنة مسرح قطاع خاص.. والله أعلم)
وإلى أن نلتقى مرة أخرى.. دا لو فيه مرة أخرى.. إليكم أطيب أمانى قلبى ودعواته.. وعليكم سلام الله ورحمته وبركاته.