" أبويا اااا"




«قصة قصيرة»
■ ■
كل يوم الصبح أقوم مالنوم
بوش من النكد منفوخ
وقلب من الأسى مفشوخ
وعقل على طول ملخوم
وعلى طول ملبوخ.. وأدوخ
على لقمة بايتة أشق بيها ريقى
وأشوف بيها طريقى
ثم بعد شوية أطس وشى بحبة ميه
وألبس الهدوم اللى بلبسها كل يوم
وأروح على الجامعة مكسور ومهموم
شايل كتاب وكشكول
وقلم رصاص مقصوف
وقلم جاف.. مكسوف
حبره ما بينزلش إلا لو نفخت فيه
وشايل كمان عرق أبويا وشقا عمره
اللى ضاااااع.. اللى ضاع عليا
عشان أحقق حلمه وأخش الجامعة
وأخش الجامعة أشوف الجامعة والعة
وألاقى نفسى فى المظاهرة اللى لسه طالعة
لسه طالعة يا دوب
ونتخانق مع الشرطة زى كل يوم
وأحدف واتحدف بالطوب
وأنا بهتف يسقط يسقط
والنهاردة.. طوبة منى جت فى راس
عسكرى شرطة بس كان راجل عجوز
شفت دمه اللى سال على جبينه
داخل على عينه
وشفت عينه بتعاتبنى
وبتقولى: ليه كدا يا بنى؟!
دا أنا زى أبوك
وشوفت عين أبويا جوه عينه
وجوه منها دمعه
وصوته فى ودانى
إوعى ترجع ليا يابنى
من غير شهادة الجامعة
وإوعى تنسانى
إوعى البنات يلهوك
ولا بتوع السياسة يسيسوك
ولا العيال الشمال
يفسدوك ويتلفوك
ولا الإخوان يأخونوك
إوعى تخون أمل أبوك
وحلمه القديم العجوز
وفجأة يمكن من تأثير الغاز
أو من تأثير الجوع.. يجوز
وقعت وأنا بهتف يسقط يسقط
واتبحترت منى الحاجات
واكتشفت إن كتابى لسه مانفتحش
وكشكولى حرف واحد فيه مانكتبش
والحبر الجاف طفح
وشوه لون.. القميص والبنطلون
والقلم المقصوف انكسر فى جيبى
جنب قلبى.. وصورة حبيبى
صورة أبويا
وأنا لسه بهتف يسقط يسقط
سرح بيا الخيال
وسألت نفسى سؤال
كانت إجابته ما فيش
ولقيتنى بصرخ وأقول
هوه مين يسقط عشان مين يعيش؟!
ومين سقط ومين اللى بعده عاش؟!
وفجأة رحت لحد بيتنا فى البلد
وشفت أبويا اللى عضم أمه باش
عشان أكمل وأقدر أخش الجامعة
اللى لسه.. ببلاش
وافتكرت إن أبويا
كان فى الشرطة صول
قبل ما يطلع معاش
«كتبتها فى ١٠ / ١٢ / ٢٠١٣م»
«أثناء مظاهرات الطلبة السلمية غير السلمية الدموية»