البعض يلومنى بشدة على أننى أكتب فى السياسة، من باب «ابعد عن الشر وغنيله».. يعنى السياسة شر يجب تجنبه.. آه والله بجد.. والبعض يلومنى أيضاً من باب «يا عم انت ممثل ما تزعلش منك حد».. والبعض يلومنى بحدة على أننى أكتب شعراً أو زجلاً من باب أننى غير متميز فى هذا المجال، وأننى لا أملك أدوات الشاعر أو الزجال، وأننى لا علم لى بالعروض والبحور، وأن ما أكتبه مجرد كلام منثور.. وأنا أقر هذا الرأى ولم أنكره أبداً.. ودائماً أعنون ما أكتبه بـ«نثرية بالعامية»، حتى كتابى رفضت رفضاً قاطعاً أن يسمى «ديوان شعر»، وكتبت هذا فى المقدمة بشكل واضح وصريح.. والبعض يلومنى على أننى أكتب لـ«الوطن»، ويتساءل: ما الفائدة التى تعود عليا من هذا المُستَجد.. فلوس ولا شهرة ولا انت مصدق نفسك بجد؟ وأرد عليهم وعلى أى حد: أقسم بالله العلى العظيم أننى لم أتقاضَ من «الوطن» مليماً.. والشهرة خدت حظى منها.. وحبى للمزيد كان زمان وانتهى.. وأخيراً لو كنت فعلاً مصدق نفسى؛ ماكنتش كتبت الكلام دا بنفسى عن نفسى:
«حاجات كتير حبيتها.. وعملتها
بس فجأه نسيتها.. وأهملتها
وعمرى ما طلعت الأول فى حاجة
ومافيش أى حاجة بدأتها كملتها»..
بس بعد ما كتبت هذه النثرية المربعة.. حلوة قوى النثرية المربعة دى.. صح؟! هههههههههه.. المهم بعد ما كتبتها لُمت نفسى بشدة.. ورديت عليها قائلاً:
«كان نفسى أكون واحد.. قابلته زماااااان
بس بعد ما عاشرته.. والمستخبى بااااان
اعتذرت بشدة لحياتى.. وذاتى قالت لذاتى
ارضى باللى آتى واوعى تندم عاللى كان»..
بس -وللأسف الشديد- رجعت وقلت من باب جلد الذات المعتاد فى معظم ما أكتبه:
«نفسى أشقك يا صدرى.. وأطلع قلبى منك
وأهمس فى ودنه وأقول له.. عارف يا قلب إنك
مالكش مالكه ولا سكة سالكة ونفسى موت
من غير ما أموت.. أنفصِل.. يا قلبى عنك»..
ثم عدت وتمالكت نفسى وأرسلت رسالة للحزن الذى يطاردنى معظم الوقت بدون سبب واضح وأحياناً لسبب لا أريد الإفصاح به حتى لنفسى:
«اسمع يا حزن.. يا مسيطر عليا.. عارف إنك كمان شوية.. حتزهق منى وتسيبنى.. وتروح وتقول عليا.. دا شخص ممل جداً.. وزهقت منه فعلاً.. بس برضو مش حسيبه.. وبكره حاتصرف وأجيبه.. وأغرق قلبه فيا.. وأنا فى انتظارك يا حزن.. مانا متعود عليك.. بس برضو مش حتقدر تغرق قلبى فيك»..
وعلى فكرة فيه كمان من يلومنى على أننى فى الفترة الأخيرة ابتعدت عن أدوار الرجل الطيب ولما باعمل «رجل طيب» البعض يلومنى قائلاً «انت فى أدوار الشر بتبدع أكتر»، وهكذا الحال فى الكوميدى والتراجيدى.. وهناك بعض الأصدقاء المقربين يلوموننى دائماً على أننى طيب زيادة عن اللزوم، والبعض منهم يرى أن هذه الطيبة قناع يخفى تحته داهية، ودول بالذات أقول لهم: الله يسامحكم.. حتى الشىء الوحيد اللى فرحان بيه وباعتبره نعمة من عند الله ليس لى يد فيها مستخسرينه فيا.. دا أنا حتى فكرت أكتب قصة عنوانها «الطيب مات» وأقوم فيه بدور الطيب ولكنى كتبت العنوان فقط.. هههههههه.. وأقسم بالله أننى أسمعكم الآن وأنتم تلوموننى بكل ذوق وكل أدب وتقولون: «طب واحنا مالنا.. ذنبنا إيه يا بيه؟!.. همه بتوع «الوطن» سايبينك تقرفنا ليه؟!.. مكانك مش هنا.. عايز تفتح منحل عسل خد قرض من بنك الخفافة.. ولا هو أى كلام والسلام.. ارحمنا بقى وخش ع الختام».. ههههههههههه.
وأرد على حضراتكم وأقول: عندكم حق.. وسوف أحاول بكل قوة أن أرحمكم وأرحم نفسى.. بس قبل ما امشى.. اسمحوا لى أن أختم هذا المقال الكئيب ببعض الكلمات المتفائلة علكم تسامحوننى وتغفرون لى:
«حتى أحلاااااامى بدأت تحِس/ وكل يوووووم عن يووووم تخِس
مافاضلش غييييير.. حلم واحد/ مالوش ملامح ولا لون ولا حِس»..
هههههههههههههههههه.
وإلى أن نلتقى يوم الجمعة المقبل مع مقالى الأخير.. إليكم أطيب أمانى قلبى ودعواته.. وعليكم سلام الله ورحمته وبركاته.