الانسان " عم صلاح ""


عم صلاح عبد الله هكذا يناديه زملاؤه وأصدقاؤه من داخل الوسط الفني وخارجه فنان متميز جداً وعلى درجة كبيرة من الخصوصية لموهبة طبيعية منحه الله تعالى إياها أهلته ليتميز في أدوار الكوميديا والتراجيديا على حدٍ سواء، وهو فنان كوميدي في المقام الأول بل يمكن القول أن صلاح عبد الله يعد واحداً من أبرز نجوم الكوميديا في مصر والعالم العربي يمتاز بموهبة طبيعية وأداءٍ تلقائي من طرازٍ فريد وحسٍ كوميدي عالي، إلا أنه نبغ وأبدع في أداء الأدوار التراجيدية والمشاهد الحزينة، لا يمكن وصفه إلا بأنه هو الجندي المجهول لمعظم الأعمال الفنية التي شارك فيها الفنان القدير صلاح عبد الله بالرغم من إسناد الأدوار الثانية إليه دائماً إلا أنه وعلى كل حال فهو البطل الحقيقي للأعمال الفنية التي يشارك في بطولتها فهو بطلٌ في كل دور يجسده، الفنان القدير صلاح عبد الله رجلٌ ودود بطبعه محبوب من الناس رجلٌ وقورٌ من غير تكلف وبسيط من غير ابتذال، ليس له أية إنتماءات سياسية، كثيراً ما يجلس الفنان والأب صلاح عبد الله منفرداً بنفسه ليكتب خواطره ويدون أفكاره معتبراً الورقة والقلم أصدقاء أوفياء لا يتخلون عنه أبداً في وحدته وفي أوقات أزماته. عندما تري عم صلاح كما يحب أن يناديه أصدقاؤه وزملاؤه من الوسط الفني تحسبه رجلاً صعيدياً ذا ملامح جادة وطيبة في نفس الوقت ويحمل وجهه الحكمة والبراءة معاً ذلك الرجل فنانٌ بمعنى الكلمة تجري فيه موهبته الفنية مجرى الدم في العروق وتمثل الكوميديا إحدى مكونات شخصيته على المستوى الإنساني وليس الفني فحسب رجلٌ بسيط الحياة تلقائي الديث والأداء يمتلك حساً كوميدياً عالياً بالرغم من تألقه في أدوار الدراما والتراجيديا مؤخراً وفي مرحلة النضوج الفني في مشوار حياته الفني الطويل بحيث برع في تناول التراجيديا كفن مستقل بنفس درجة براعته في تناول فن الكوميديا ورسم الضحكة على شفاه جماهيره وانتزاعها من قلوبهم، كما أدت هذه الموهبة الفنية الصادقة النابعة من القلب للفنان صلاح عبد الله أن جعلته يتنازل عن الأدوار الخفيفة ليقدم أعمالاً ذات مضمون ورسائل ذات أهداف سامية في شخصيات مركبة وأدوار صعبة غالباً ما يعاني أبطالها من صراعات نفسية معقدة فهو فقط يتمنى أن تبقى أعماله محفورة في ذاكرة رصيده الفني وأن يتباهى بها أبناؤه وأحفاده من بعده