والمرة دى زى المرة اللى فاتت.. دا بعد إذن حضراتكم.. كما تعودت وعشان كمان أعودكم.. هكتب بالعامية المصرية المعروفة متعاصة بالفصحى السهلة المألوفة.. بعد ما صحيت مالنوم وكالعادة من سنين.. كوباية شاى تقيلة وكبيرة.. يعنى مش فى الخمسين.. مصحوبة ببسكوتة وبؤصمايتين.. ودا بعد الشكة اليومية المعتادة من حقنة الأنسولين.. ربنا يكفيكو شر السكر ويخفف عليكو يا مسكرين.. ثم الحمام وطبعاً دا حسب التساهيل.. ربنا يسهل للجميع من غير حبوب تليين.. ثم فنجانين متتاليين من القهوة باللبن الخالى الدسم والبن المنزوع الكافايين.. ثم نفسين ورا نفسين ورا نفسين.. من السيجارة الإلكترونى.. عشان منعونى مالتدخين.. وعلى رأى نجم ألف رحمة ونور عليه.. ممنوع من السفر.. ممنوع من الغنا.. أنا بقى ممنوع من كل الحاجات.. القهوة والسجاير والشاى والبؤصمات.. وكل يوم باعيشه بتزيد الممنوعات.. وكل يوم باتعب أكتر من اللى فات.. بس ألف حمد وشكر على فضله ونعمته.. ماهو أصل اللى بيشوف بلوة غيره بتهون عليه بلوته.. كلام فى الصميم.. آه والله العظيم.. القصد.. نرجع مرجوعنا لموضوعنا.. هوه كان موضوعنا إيه؟!.. أحييييييييييييييييه.. باينّى نسيت اللى كنت هاتكلم عليه.. طب كيف حيتم الرجوع؟!.. وأنا مش فاكر أصلا الموضوع.. بس.. خلاص.. افتكرت يا ناس.. بعد المقدمة اللى فاتت واللى ما كانش ليها أى لازمة.. كنت حاتكلم فى أزمة.. بعد ما صحيت مالنوم وكالعادة من سنين.. كوباية شاى وفنجانين.. إيه ده؟!.. انتوا رايحين على فين؟!.. لأ.. خلاص.. ماتمشوش.. ارجعوا وماتخافوش.. والمصحف حاخش فى الموضوع على طول.. وبدون مقدمات وبدون ذيول.. بعد العادات والحاجات اللى فاتت ويمكن أثناءها ولعت التليفزيون.. وكالعادة مسكت الريموت اللى باحبه موت.. وبدأت جولة كل يوم بين برامج التوكشون.. اللى أدمنتها أكتر من السجاير.. من بعد ما قامت ثورة يناير.. وعرفت إن فيه ٤ مواد بالتحديد.. حصل عليهم خلاف شديد.. هيه.. أخ.. يعنى إيه؟! خلاف مع مين وليه؟!.. والدستور المنظور وقف ولا إيه اللى جرى فيه؟!.. والجلسة فجأة رفعوها.. وبعد ما كانت مفتوحة.. أغلقوها.. زعلت.. آه والله زعلت.. وانفعلت.. آه والله انفعلت.. ولقيت نفسى بقول.. من قلب مصدوم ومذهول.
دستور يالخمسين
قاعدين متحمسين
تدسترونا
وتفلترونا
وتطورونا
وتغيرونا
أصل إحنا خلاص يا لجنة
طلعت.. عين.. أبووووونا
ولا انتوا مش حاسين
دستووور يالخمسين
وبعدها بساعة واحدة تقريباً كانت المفاجأة العظيمة.. والبشرى الرائعة الكريمة.. حسمت الخمسين كل الخلافات.. وتعالت الهتافات.. تحيا مصر.. تحيا مصر.. وكل اللى فات دا كوم يا إخواتى ويا إخوانى.. واللى حصل أثناء عزف السلام الوطنى كوم تانى.. واحد قام.. مش للسلام.. لأ.. دا خرج.. مشى.. مع السلامة والقلب داعيلك.. وبكره نيجى ونغنيلك.. ونزمرلك كدههو.. ونطبلك كدههو.. الدستور أهوه الدستور أهوه.. أما الباقيين ومعاهم كل المصريين المخلصين.. وقفوا ودموع الفرحة بتلالى جوه العين.. وتسلم الكاميرا اللى ركزت على حبيب الملايين.. عاللى قطع قلبكم وقلب صلاح.. الدكتور حسام الدين المساح.. ممثل ذوى الاحتياجات الخاصة فى لجنة الخمسين.. اللى بكانى وبكى كل المصريين.. باستثناء الجاحدين والحاقدين والناقمين والمتأسلمين والكدابين باسم الدين والمتلككين والمتفزلكين والمتأمركين واللى مش عاجبهم العجب فى كل حال وفى كل حين.. همه يمكن مش قليلين.. يمكن ألوف.. عشرات الألوف.. مئات الألوف.. بس مش ملاييييييييييييييين.. بس مش ملاييييييييييييين.. وبإذن العظيم الشكور.. راح يخرج الدستور للنور.. رغم أنف المتربصين.. وزى ما قال الدكتور.. تم بحمد الله وتحيا مصر.
تحيا مصر
*********
تحيا مصر وتحيا تحيا فى كل ناحيه.. وكل حال
تحيا مصر فى المصانع.. فى المزارع.. فى الجبال
بس همه يسيبوها تحيا وهى تحيا وتبقى عال
تحيا مصر
تحيا مصر ونطورها لجل بكره نعيش فى خير
لجل بكره مصر خيرها.. يبان على وش الفقير
مش تهييص للرئيس.. مش تصفييير للوزير
تحيا مصر
تحيا مصر بجد جداً.. مصر حياتها.. حياتنا
لو يسود العدل فعلاً.. راح يعم السعد ذاتنا
مش حاسقّف للى جاى ولا أولول عاللى فاتنا
تحيا مصر
تحيا مصر عيش عدالة.. بالحرية وبالكراامة
تحيا مصر واستحالة ناخدها فى سكة ندامة
لأ ناخدها ولأ نقودها.. لسكة الخير والسلامة
تحيا مصر
تحيا مصر شرطة وجيش
وشعب عاشق للحيااااااه
تحيا مصر.. وبكره نعيش
أحلى معيشة.. بفضل الله
وحتى لو بكره ما جالكيش
إحنا حنفضل نجرى وراااه
لحد ما نجيبه يغنيييييلك
وإحنا كمان حنغنى معاااه
تحيا مصر
تحيا مصر تلاتين يونيا
لما الدنيا.. جالها ذهول
تحيا مصر أم الدنياااااا
وقد الدنيا.. وقد القول
وتحيا مصر
تحيا مصر وتحيا تحيا فى كل ناحيه.. وكل حال
تحيا مصر فى المصانع.. فى المزارع.. فى الجبال
بس همه يسيبوها تحيا وهى تحيا وتبقى عال
تحيا مصر
(دا كان جزء من حبيبتى «تحيا مصر» كتبتها من ٣٥ سنة.. ولسه باضيف عليها لغاية دلوقتى.. ومن كتر حبى فيها جعلتها آخر صفحة فى كتابى الأول والأخير والله أعلم بالقصد والنية.. واللى سميته تخاريف صلاح عبدالله بالعامية المعمية.. واللى حيكون موجود قريباً جداً فى كل المكتبات المصرية والعربية.. وأعترف بإنى باستغل «الوطن» وباعمل للكتاب دعاية مجانية.. أما «تحيا مصر» فسوف أظل أضيف ليها وأكتب فيها.. ولن أتوقف عن هذا الاتجاه.. حتى يتوقف القلب عن الحياه.. وينتقل بى إلى رحمة الله).. وقبل ما أمشى أحب أقول لكم حاجة:
«نعم.. نعم.. للدستور
لأجل ما الغُمة تغور
لأجل ما الأمة تثور
عالإحباط وعالفتور
نعم.. نعم.. للدستور»
وعلى أمل اللقاء مرة أخرى.. دا لو كان فيه مرة أخرى.. إليكم تحياتى.. وأطيب أمانى قلبى.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.